طقس الوطن

عبد الرحمن سياعرة - موقع طقس الوطن p-weather.ps : يتساءل الكثير من المواطنين أحياناً عن موضوع شيّق، لماذا تكون جبال الخليل هي بوابة الثلوج التي تسقط على فلسطين في المنخفضات الجوية الباردة والقطبية حين تتوفر الظروف الملائمة؟ وذلك على الرغم من وقوعها جنوبا ؟ أي أن تدفق البرودة إليها يتأخر عن بقية المدن الواقعة الى الشمال؟ " طقس الوطن " يُجيب بتفصيل عن هذا التساؤل. تتميز جبال فلسطين بتوسط ارتفاعاتها، ويعتبر جبل الجرمق شمال فلسطين هو اعلى قمة في البلاد بارتفاع 1206 م - يليه جبل النبي يونس في مدينة حلحول والذي يصل ارتفاعه 1027م عن سطح البحر، فيما تلامس بعض قمم رام الله الشرقية ألف متر وتتعدى ذلك بقليل، وتتوالى ارتفاعات الجبال انخفاضا بعد ذلك، كجبلي عيبال وجرزيم في نابلس 950 م و 881 م ثم يهبط مستوى الارتفاع الى 800 م في جبال القدس وبيت لحم وغيرها. . ولعدة اسباب; تكون جبال الخليل هي اول ما يستقبل الثلوج في فلسطين، واخر مرتفعات تغادرها عند انحسار المنخفضات، وتحصل على النسبة الاكبر من التراكمات ايضاً في معظم المرّات وفقاً لدراسة احصائية، ويمكن تلخيص ذلك لثلاثة أسباب : اولا : سبب يتعلق بطبيعة المنخفضات الجوية من حيث الحركة والبرودة، فمن المعروف ان اغلب المنخفضات التي تضرب البلاد تتشكل بالقرب من محيط جزيرة قبرص الواقعة غرب سواحل سوريا ولبنان، ومن ثم تتحرك نحو الشرق مؤثرة بذلك على مختلف مناطق بلاد الشام بما فيها فلسطين، حيث يبدأ تاثير المنخفضات كما هو معروف من المناطق الشمالية تمتد تدريجيا الى المناطق الوسطى والجنوبية، وذلك لان حركة المنخفضات تكون عكس عقارب الساعة. ومع تقدم المنخفض شرقا ً، تبدأ الامطار بشمول مختلف المناطق في البلاد ليكون التمركز المثالي للمنخفضات المارة نحونا شرق قبرص - شمال سوريا، ونظرا لتأخر البرودة في الوصول فان المناطق الشمالية تكون اخذت حصتها الاكبر وقت ان كان المنخفض لا يحمل البرودة الرئيسية المرافقة له، وعند وصول الهواء الاشد برودة، فان الخليل وما حولها من مناطق تكون في مركز التاثير الاقوى للهطول، فنجد ان الثلوج بدأت تتساقط فيها قبل غيرها من المدن، على الرغم من الفارق الطفيف بينها وبين مدن قريبة كبيت لحم. ثانيا : سبب يتعلق بجغرافية المناطق، حيث تنتصب الخليل على سلسلة جبلية ممتدة لا يستهان بها، الامر الذي زيد من وتيرة التبريد، وبالتالي تسارع في وصول الثلوج اليها قبل أي قمة منفردة، حتى لو ضاهتها في الارتفاع، وقمة بيت جالا في بيت لحم مثالاً، حيث أن غياب السلسلة المتصلة في بيت جالا، يلعب دوراً سلبياً أحياناً في استقبال ثلوج صافية. ثالثا : حركة المنخفض وبالتالي طبيعة الجبهة خلال الجزء الاشد برودة، في أغلب الأحيان احصائياً، تكون الرياح شمالية غربية، وعليه، تكون اكثر تركيزا عًلى منطقة الخليل وجنوب بيت لحم، دافعة السحب نحو تلك المنطقة. في اليكسا شملت الثلوج مختلف المناطق، لم يكن الوضع فيها مغايراً لما ورد في هذا التقرير وانما كان هناك سبب بسيط لانتشارها، وهو تكون المنخفض من عدة جبهات باردة وقوية ، كانتا الجبهتين الثانية والثالثة كفيلتين بانتشار الثلوج نحو جميع المناطق نظرا لتزامن وجود البرودة المناسبة والتي خلفتها الجبهة الاولى. احصائيا ً المعلومات الواردة تحدث، لكنها ليست قاعدة، ولا يحكم الغلاف الجوي أحد، فهو يجري بارادة الله دائماً، لكن علمياً، هذا ما لدينا. * الصورة لــ : نايف حموري